ما أفسده الدهر.. كيف أصلحه فالفيردي؟

الثلاثاء 07-11-2017 21:29

كتب

ليس مجرّد موسم اول اعتيادي، بل 4 أشهر تُساوي موسماً بأكمله لأي مدرّب آخر. ايرنيستو فالفيردي حان وقت تقييم عمله مع برشلونة بعد الوصول الى شهر نوفمبر  ناجياً من عواصف اعتقد كُثر انها ستقضي نهائياً على برشلونة او أقلّه ستُنهي موسمه قبل أن يبدأ.

فالفيردي، أو المدرب المنحوس، اتى الى أحد أكبر أندية العالم في أصعب وقت ممكن (الفريق بحاجة الى إعادة بناء بعد عهد لويس انريكي)، بنى آماله وخططته على وجود ثلاثي ناري وإذ به يُفاجأ برحيل اللاعب المهاري نيمار، أحد أعمدة اسلوب برشلونة في الأعوام الأربعة السابقة.

علم فالفيردي ان عليه تغيير الأسلوب برحيل نيمار فطلب من الادارة المحصنة بمبلغ 222 ملوين يورو التعاقد مع فيليبي كوتينيو، بديل انيستا ودينامو الفريق الذي اعتقد “النملة” (لقب فالفيريدي)، انه سيكون القلب النابض الجديد في خط الوسط المتهالك في البلاوغرانا. لكن اكشتف في الساعة الأخيرة من سوق الانتقالات ان الادارة التي اتت به الى سُدّة التدريب هي عبارة “فياسكو” او بالأحرى عصابة مهرّجين ليس أكثر.

طلب فالفيردي أسماء كبيرة فقوبل بالرفض وبالمهازل التفاوضية التي تديرها الادارة، تعاقد فلكي واحد وصل وهو عثمان ديمبيلي الذي أثلج صدور الجماهير وأنعش خطط المدرب، وإذ به يُصاب ويبتعد حتى مطلع العام الجديد. فدخل الموسم وفي ذيول النادي دعوات قضائية من طرف نيمار، من طرف آخر الحكومة بتُهم الفساد ومن طرف ثالث أعضاء النادي أنفسهم الذين حاولوا سحب الثقة من الادارة.

وصل ولعب في كامب نو فارغ للمرة الأولى في التاريخ ضمن عاصفة سياسية غير مسبوقة وفي مباراة، أحد لاعبيه فيها هو رجل سياسي أكثر منه رياضي، يبكي بعد المباراة على مصير اقليمه.

وصل الى الكامب نو ورجاله او ما تبقى من الـ”Dream Team” تخطّوا الـ30، تحدّي انعاش اندريس انيستا وسيرجيو بوسكيتس، إعادة تفعيل عقل ايفان راكيتيتش، ومحاولة التعامل مع “الزوائد” على الدكة، اولئك الذين لا يريدون الرحيل رغم قرار الاستغناء عنهم.

11 جولة في الليغا يتعاجل فالفيردي مع شبح المهاجم الأفضل في العالم سابقاً لويس سواريز. 

وفقاً لكل هذه المصائب والمعطيات أين هو برشلونة اليوم؟ 

“الموسم الفائت سُئلت عن المستر انريكي وقلت اني مستعد ان القي بنفسي عن الجسر لأجله، اليوم أقول اني سأرمي نفسي عن السلم من اجل فالفيردي.. ما زال الوقت مبكراً من أجل تضحيات اكبر لكن المستر لديه افكار واضحة جداً واسلوب مختلف عن انريكي حتى في ايصال افكاره ونحن على الطريق الصحيح وهذا الأمر واضح جداً”_ ايفان راكيتيتش.

ما صرّح به نجم اشبيليه السابق والمُعاد استنباط مخيلته داخل الملعب من جديد (اللاعب لم يغب عن اي مباراة حتى الساعة مع فالفيردي) تلخص الوضع الى أرساه المدرب. فهدوئه الغريب عن الطبيعة استطاع ان يُرسي عازل كبير أبعد كل المصائب عن اللاعبين ووضعهم في خانة بعيدة جداً وكانهم فريق يلعب في الكامب نو لكن لا يسكن في برشلونة أصلاً.

قدم في دور الـ16 وقدم ونصف مثبتة في صدارة الليغا

بعد ضربة دبمبيلي عرف فالفيردي ان مهمته بفرض الاستقرار شبه مستحيلة، الخطة أو بالأحرى “وجه برشلونة وملامحه” ستؤجل، وما يلزمه كان خطط بديله بالجملة، لاعبين عليه ان يرى فاعليتهم وقابليتهم على تقديم كل ما يطلبه منهم. يريد لاعبين يتقبلون فكرة “الواقعية” التي يعتقد المراقبون انها سهلة المنال نسبة للاداء الخيالي الذي ارتداه برشلونة هوية لسنين.

رأى فالفيردي ان لديه تشكيلة محدودة، “واقع وعليه التعامل معه” فرأينا فريق ينتظر الفريق الآخر ولا يستلم زمام اللعب لـ90 دقيقة، فريق يُدافع ولا يدخل مرماه إلا 4 أهداف ليصبح الفريق الأقوى دفاعياً في الدوريات الـ5 الكُبرى.

يُدرك “النملة” أن لديه أفضل لاعب في العالم وعليه ان يستفيد منه الى أقصى حد، فرأينا اعادة ليو الى مركز المهاجم الوهمي ما مكنه من تسجيل 12 هدفاً حتى الآن في الليغا وتصدره قائمة الهدافين.

الخطط المتغيّرة في كل مباراة تدخل في نطاق معرفة فالفيردي لقدرات لاعبيه من جهة ومحاولة تكيّفه مع كافة الظروف المحيكة به او بالأحرى اللعب بواقعية.

لم يخسر حتى الآن فالفيردي اي مباراة، تعادل في مباراة واحدة امام اتلتيكو مدريد وفي مباراة واحدة امام أولمبياكوس في الأبطال وفوز على يوفنتوس.

صحيح ان الفريق في الدوري المحلي لعب امام متذيلي الترتيب وهي مباريات سهلة نسبياً الا انه ايضاً واجه كل من أتلتيك بيلباو واشبيليه وأتلتيكو مدريد وتخطى أرووبيا الفريق الذي أقصاه الموسم الفائت (يوفنتوس).

الانطلاقة الرائعة يجب ألا تُعمي أعين المشجعين وللتذكير فإن موسم تاتا مارتينو بدأ بهذا الثبات قبل ان يخرج من الباب الضيق للنادي، وما زال أمام برشلونة في الشهر القادم مباريات قد تحسم له الليغا (فالنسيا وريال مدريد خارج الديار).

فالفيدري نأى بنفسه وفريقه عن كل الأزمات التي كادت أن تقضي على الفريق، فإن نجح بالعبور الى يناير بنجاح فبإمكاننا القول أن “حقبة الهدوء” بدأت في الكامب نو. 

اضف تعليق